يُتيح جناح هيئة التراث في معرض الرياض الدولي للكتاب، للزوار جولة فريدة؛ لمشاهدة نماذج من آثار وحضارة المملكة خلال العصور الزمنية الماضية، ومن الآثار مستنسخان لقناع جنائزي وقفاز مصنوعين من الذهب لأميرة ثاج، وهي فتاة تبلغ من العمر ثمانية سنوات عاشت خلال القرن الأول الميلادي.
ويقدم جناح الهيئة بالإضافة إلى القناع والقفاز، مقطع فيديو يسترجع تاريخ أميرة ثاج ويُعرِّف بها، ومتى اكتُشِفَت مقبرتها، وأين كانت تُقيم، وما أهمية الآثار التي عُثر عليها في مقبرتها.
وتكشّفت قصة أميرة ثاج، قبل نحو ربع قرن، في عام 1998م، عندما عثر علماء سعوديون في قرية ثاج بالمنطقة الشرقية، على حجرة جنائزية لفتاة صغيرة مع مجموعة كاملة من الحلي الذهبية تضم قناعًا ذهبيًا، وعِقدًا من الذهب وزنه تقريبًا 800 جرام طوله 38.5 سم، وعِقدًا مزينًا بالياقوت واللآلئ والفيروز، يتدلى منه حجر جزع أسود يمثل وجهًا لفتاة، والعقد قطعة زينة مكملة للقناع الذهبي، حيث عُثِرَ على القطعتين بجانب بعضهما.
وتُفيد المعلومات التاريخية بأن منطقة ثاج استُوطِنت خلال العصور الحجرية، وشهدت ازدهارًا في الفترة الهللنستية، التي تمتد من ظهور الإسكندر الأكبر في الشرق عام 332 ق.م تقريبًا حتى القرن الأول الميلادي، حيث كانت عاصمة مملكة الجرهاء، التي تمتع سكانها بثراء واسع.
