ثقافة

بعد تجاهل “نوبل” له طيلة حياته.. “كتاب الرياض” يحتفي بالروائي العالمي ميلان كونديرا

بعد ثلاثة أشهر من رحيله في يوليو الماضي، احتفى معرض الرياض الدولي، اليوم (الجمعة) بالكاتب الروائي التشيكي الفرنسي ميلان كونديرا، عبر ندوة “ميلان كونديرا.. البعيد عن نوبل والقريب من القراء”، التي يلخص عنوانها المعبر نمط التقدير، الذي حصل عليه “كونديرا” طيلة حياته، رغم القيمة الإنسانية الرفيعة لأدبه، وأجاد ضيف الندوة كاتب السيناريو الاسكتلندي إيوان موريسون التعبير عنها بقوله: “أعطتني رواياته المفاتيح التي غيرت حياتي”.

وأوضح “موريسون”، في الندوة التي أدارها علي المجنوني، أن أعمال “كونديرا” تتسم بالسلاسة، وتصوير الواقع، وتحمل سؤالاً عميقاً معبراً عن حياته كمهاجر يواجه مشاكل وتحديات، وبطريقة ما كان مرفوضاً في بلاده الأصلية تشيكوسلوفاكيا، فيما يصنفه البعض ككاتب فرنسي.

من جانبه، ذكر الناقد والأكاديمي الأمريكي الدكتور كريستوفر وايز، أنه قرأ أعمال “كونديرا” قبل 40 عاماً عندما كان شاباً في الدراسات العليا، فكانت محط اهتمامه الشخصي.

وقال “وايز”: “إن كونديرا بالفعل من أعظم الكتاب الذين استفدت منهم في التعامل مع المتغيرات السياسية، التي كان يصفها في رواياته، وهو روائي يعيش حياته كغيره، ويتعامل مع الرواية بذاتها كفن، مع ترك النواحي الشخصية والمسؤوليات، وتعميق التجارب مع بعض الثقافات”.

من ناحيته، أشار الكاتب والمترجم السوري بدر الدين عرودكي، إلى أنه عرف “كونديرا” من أعماله قبل معرفته شخصياً، عندما قرأ روايته “المزحة” بالفرنسية عام 1985، التي تعد أول رواية متكاملة له نشرت ثم منعت بسبب اعتبارها نقداً شديداً للشيوعية.

وبيّن “عرودكي” أنه ترجم كتاب “كونديرا” “فن الرواية”، ونشره في الدار البيضاء بصورة كاملة، وعندها طلب “كونديرا” لقاء المترجم شخصياً.

يذكر أن ميلان كونديرا ولد عام 1929 لعائلة تشيكية من النخبة الفنية والاجتماعية، وكان والده مدرساً للبيانو وتلميذاً للموسيقار التشيكي الشهير لوش ياناتشيك، الذي يعود إليه الفضل في حصول “كونديرا” على تعليم وتدريب موسيقي على مستوى متقدم، وقد اضطر “كونديرا” إلى مغادرة تشيكوسلوفاكيا لفرنسا في عام 1975م؛ بسبب انتقاداته اللاذعة للنظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا.

ويُصنف “كونديرا” ضمن نخبة الروائيين في الأدب الأوروبي، وقد أدرج اسم “كونديرا” عدة مرات بين المرشحين لجائزة نوبل في الأدب، لكنه لم يحصل عليها طيلة حياته حتى وفاته في يوليو الماضي، في باريس عن عمر ناهز 94 عاماً.

المصدر sabq.org

زر الذهاب إلى الأعلى