منوعات

أيادي العبث تطال “نقش قرناس” التاريخي بالرس.. استياء ومطالبات بمحاسبة الفاعلين

أظهرت صورة متداولة لنقش “قرناس”، الذي وثّق به لوقائع تاريخية تحكي فصلًا من فصول الدولة السعودية الأولى، “كحت” بعض المجهولين له، في فعلٍ غير مسؤول لأيادٍ عابثة غير عابئة بالتاريخ أو الآثار.

وقد ظلّ نقش الشيخ قرناس، الذي وثق لبطولات أهل الرس بمنطقة القصيم ومقاومتهم لحملة إبراهيم باشا لإخضاع المدينة صامدًا لأكثر من قرنين من الزمان، تمامًا كما صمد الأهالي، إلا أن صورة متداولة أظهرت امتداد أيادي العابثين بالتخريب والطمس لمعالم النقش التاريخي.

من هو قرناس؟

يُعد الشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس أحد أهم رجالات عصره في الجزيرة العربية؛ فهو العالم الفقيه، والقاضي الضليع، والمجاهد المثابر؛ فقد درس على يد نخبة من علماء ذلك العصر، وتولى القضاء في القصيم، إلا أن أكثر مما ميز سيرته العطرة مواقفه البطولية وتصدّيه لإبراهيم باشا ورجاله الذين حاصروا الرس نحو 3 أشهر و17 يومًا بأمر من الدولة العثمانية، بعد أن اعتقد “الباشا” في سهولة اقتحام المدينة، إلا أنه وجد رجالًا أشداء في مواجهته بقيادة الشيخ “قرناس”.

وقد تولّى “قرناس” قيادة دفاعات الرس بعد أن أصيب أميرها أثناء الدفاع عنها جراء قنبلة انفجرت في أحشائه، فتقدم الشيخ المجاهد لتولي زمام القيادة والدفاع عن المدينة، واستخدم تكتيكات الدفاع التي أرهقت إبراهيم باشا وجنوده؛ مما جعل “الباشا” يجنح إلى السلم وعقد صلحًا مع “قرناس” ورجال المدينة صيغت بنوده في منزل الشيخ المجاهد، ومنها ألا يدخل الجيش مدينة الرس، وأن تبقى البلدة على الحياد ما لم تدخل جيوش الباشا عنيزة.

نقشه الشهير

وعقب أن دانت مدن (الوشم) لإبراهيم، ودانت له باقي الأقاليم إما حربًا أو صلحًا، وبعد دخوله الدرعية عاد في طريقه إلى مصر ليقبض على الأمراء الذين قاوموه ولم يرضخوا لحكمه، وكان منهم الشيخ “قرناس”، إلا أنه توارى عنه في غار في جبل أبان الأسمر، أحد أشهر جبال نجد، ويُعرف الآن الغار بغار قرناس، وهناك كَتَبَ نقشه توثيقًا لتلك الفترة الدقيقة من تاريخ المنطقة والبلاد، إلا أنه لم يدر بخلده أن تمتدّ أيادي العابثين من أبناء جلدته إليه بالتشويه بعد نحو قرنين من الزمان!

وأظهر المغردون على “تويتر” استياءهم وغضبهم من فعل المجهولين والعابثين، وكتب المغرد صالح العطوي معلقًا على الأمر: “لو تم تخريب النقوش من الذين سبقونا لَما وصلت لنا. هؤلاء جهلة ويظنون أن النقش الذي يخص قبيلة أو شخصًا من خارج المنطقة هو إثبات أن هذه المنطقة تخصه. للأسف هذا السائد وهناك مناطق عدة نتمنى تداركها قبل فوات الأوان”.

وأبدى مغرد آخر استغرابه من العبث بالنقش بقوله: “ويش الفايدة من العبث بهذا النقش؟ أتمنى المحافظة على أي شيء تاريخي، وأتمنى تربية الأبناء على الأخلاق والفضيلة”.

بينما طالب سعود السلمي بمحاسبة الفاعلين بقوله: “يجب محاسبة الفاعل … تشويه الآثار جريمة بحق الجميع الوطن والمواطن.. نرجو الإبلاغ للجهات المختصة”.

1

زر الذهاب إلى الأعلى