منوعات

“الرحيلي: حمية “كيتو” خطر يهدد أصحاب هذه الأمراض.. وهذه نصائح طبية

حذَّر استشاري طب الأسرة، الدكتور علاء دخيل الله الرحيلي، من استخدام حمية “كيتو” لإنقاص الوزن دون استشارة طبية، مشيرًا إلى أنها تشكل خطرًا صحيًّا على بعض أصحاب الأمراض المزمنة نتيجة اعتمادها الكبير على تناول دهون غير صحية. مؤكدًا في الوقت ذاته أنها فعّالة، وتساعد في نزول الوزن إذا استُخدمت بطرق سليمة.

وتفصيلاً، قال “الرحيلي” في حديثه لـ”سبق” عن حمية “كيتو” الشهيرة عالميًّا: “هي نظام غذائي يعتمد على تقليل حصة الكربوهيدرات التي يتناولها الشخص بشكل كبير جدًّا، أي إلى أقل من ٥٠ جرامًا من الكربوهيدرات في اليوم الواحد. وتعتمد بشكل أساسي على تناول دهون عالية، وبعدها البروتينات، ولكن بكمية أقل”.

وأضاف بأن “لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية، ولا يُنصح بها أغلب الأشخاص؛ إذ تعد حمية طبية، وقد يلجأ لها لعلاج بعض الحالات، فمن أراد اتباعها عليه استشارة الطبيب. كما يحتاج جميع من أراد اتباعها إلى إشراف طبي، وعلى وجه الخصوص مرضى السكري؛ وذلك لمتابعة التحاليل وضبط جرعات الأدوية والإنسولين لحمايتهم من خطر هبوط السكر”.

وواصل “الرحيلي” قائلاً: “تعمل حمية كيتو عند تقليل كمية الكربوهيدرات التي يتم تناولها بشكل كبير، والاعتماد على تناول الدهون بكمية كبيرة؛ ويتسبب ذلك في جعل الجسم يستخدم الدهون مصدرًا للطاقة بدلاً من السكر، ويحدث هذا عادة بعد أيام عدة من البدء بالحمية الكيتونية، أي عندما ينضب مخزون السكر في الجسم المخزن في الكبد والعضلات”.

وعن الأدلة العلمية والدراسات المتوافرة عند “كيتو قال: “أغلب الدراسات التي أُجريت تمت تجربتها على المدى القصير (12 أسبوعًا أو أقل)، واعتمدت على عدد مشاركين قليل، ولم تكن تتضمن مجموعة ضابطة حتى تتم مقارنة النتائج معهم. كما لم يكن هناك فرق كبير بعد مرور سنة في هذه النتائج بين من أتبع حمية (كيتو) ومن اتبع أنواعًا أخرى من الحميات المعتادة”.

وتابع: “الأبحاث العلمية المتوافرة قدمت معلومات عن تأثريها على المدى القصير إلى حدود سنتين، ولكن لا يعرف العلماء كثيرًا عما تؤثره هذه الحمية على المدى الطويل؛ وذلك لعدم توافُر الأبحاث الكافية حتى الآن. ومن أسباب عدم توافرها صعوبة إجراء مثل هذا النوع من الأبحاث؛ لأن كثيرًا من الأشخاص يجدون صعوبة شديدة في اتباع هذه الحمية فترة طويلة”.

وعن أخطارها المتحملة أجاب “الرحيلي”: “قد تشكل خطرًا على أمراض القلب؛ لأن كثيرًا ممن يتبعها يتناول دهونًا غير صحية، كالموجودة في اللحوم والدجاج. وقد أظهرت الدراسات ارتباط هذه الدهون بأمراض القلب. ونقص عناصر غذائية مهمة مثل فيتامين (ب) وفيتامين (سي)، ومعادن مثل (المغنسيوم والفسفور والسيلينيوم)، إضافة لتفاقم أمراض الكبد؛ إذ تعتمد الحمية الكيتونية على تناول الدهون بنسب كبيرة جدًّا”.

وأردف: “من المعروف أن الكبد هو المسؤول عن العمليات الأيضية المتعلقة بالدهون؛ فلو كان الشخص عنده مشكلة في الكبد فهذا قد يجعل الحالة تسوء. وكذلك إجهاد الكلية، باعتبارها تساعد في العمليات الأيضية للبروتينات؛ فمن يعاني مشاكل في الكلية قد يجعل وظائفها تسوء. كما لها معدل أعراض جانبية مرتفع، مثل الإمساك والصداع ورائحة النفس الكريهة. كما يصحبها في البداية التعب والغضب وصعوبة التركيز وفَقْد الدافعية والغثيان والآلام العضلية”.

وأكد “الرحيلي” في حديثه لـ”سبق” أن للحمية الكيتونية فاعلية لإنقاص الوزن بشكل أسرع من الأنواع الأخرى على المدى القصير، ولكن هذا الفرق يتلاشى مع مرور الوقت. كما أكدت الأبحاث أنها حسَّنت من مستوى سكر الدم، وحسَّنت من مقاومة الإنسولين، وقد خفضت كذلك من ضغط الدم المرتفع، ورفعت من مستوى الكولسترول في البداية، ثم انخفض بعد أشهُر عدة. ولكن هذه النتائج كانت لدراسات قليلة، ولا توجد دراسات تابعت تأثيرها على المدى الطويل على مرضى السكري وأصحاب الكولسترول المرتفع.

وعن كونها آمنة قال: “على المدى القصير يبدو أنها آمنة للأشخاص الأصحاء، ولكن الأدلة العلمية التي تقيس مدى أمان اتباع مثل هذه الحميات، ومدى فاعليتها على المستوى الطويل، ما زالت قليلة جدًّا، ويُخشى أن تكون غير صحية على المدى الطويل؛ باعتبارها تتطلب الحد من تناول أغذية صحية، مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات، كما أنها تلزم متَّبعها بتناول دهون عالية غير صحية، كالموجودة في اللحوم الحمراء والدجاج والزبدة”.

وختم “الرحيلي” بنصائح لمستخدمي “كيتو” بقوله: “هذه الحمية قد تكون فعالة لبعض الأشخاص، ولكن لا أنصح أغلب الناس بها؛ إذ يلزمهم اتباع حمية متوازنة، لا يكون فيها إجحاف بأصناف غذائية صحية؛ فالمهم ليس سرعة نزول الوزن بل الغاية هي المحافظة على الوزن الصحي”.

وقال: “هناك مَن يتبعها فترة قصيرة حتى يخسر الوزن سريعًا، ثم يتبع حمية أخرى متوازنة، مثل حمية البحر المتوسط. وهذه طريقة معقولة كبداية للأشخاص الذين لا يوجد لديهم مشاكل صحية تمنعهم من ذلك”.

وأضاف: “أنصح مَن أراد اتباعها بأخذ المشورة الطبية، وتنفيذها تحت إشراف طبي، خاصة مرضى السكري الذين هم على خطر هبوط السكر، والأشخاص الذين على خطر عالٍ لنقص عناصر غذائية مهمة، كمن يعاني مشاكل امتصاص الجهاز الهضمي”.

المصدر : صحيفة سبق

زر الذهاب إلى الأعلى