محليات

“السبع” لـ”سبق”: في قمة العشرين راهنوا على “حصار” ولي العهد فقلَب الطاولة عليهم

– سحب الاستثمارات السعودية وتغيير وجهة ٦٥٠ ألف سائح سعودي من تركيا سيجعل “أردوغان” يعقل.

– جولة محمد بن سلمان العربية الناجحة والقمة الخليجية في الرياض رمّمت البيت العربي في وجه أعداء الأمة.

– سلام بوتين “الحار” مع ولي العهد أعطى رسالة للعالم أن العلاقة مميزة بين الرياض وموسكو.

– “غراهام” وأعضاء في الكونجرس واللوبي الصهيوني يضغطون على السعودية لتصفية الفلسطينيين وتمرير “صفقة القرن” وهذا لن يحدث.

– السعودية والإمارات أنقذتا مصر في آخر لحظة وإلا لكان العرب في وضع خطير ُيرثى له.

– الرئيس التركي و”يني شفق” و”الجزيرة” و”الواشنطن بوست” اتفقوا على الفبركة الإعلامية والتضليل المعيب ضد السعودية.

– اختلاق قصة أطفال درعا السورية وكذبة حادثة “يخت دحلان” تكشف ماكينة إعلامية خطيرة لتدمير العرب.

– الهدف من التصعيد الإعلامي التركي القطري في قضية خاشقجي هو تصدير الإخوانية والإشراف الدولي على مكة والمدينة.

يقول المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج العربي، نضال السبع: إن جولة ولي العهد محمد بن سلمان العربية الناجحة والقمة الخليجية الأخيرة رممت البيت العربي، وإن مشاركة ولي العهد في قمة العشرين قلَبت الطاولة على أعدائه.

وأكد في حواره مع “سبق”، أن الحملة الإعلامية المسعورة على السعودية لا تنحصر فقط في قطر وتركيا؛ بل تصل إلى الولايات المتحدة وحتى إسرائيل، هذه الأطراف الأربعة الْتقت على نقطة واحدة، وكل منها له دوافع مختلفة.

ويطالب “السبع” أصحاب القرار بسحب الاستثمارات السعودية الكبيرة من تركيا، وتحويل وجهة السياح السعوديين الـ٦٥٠ ألفاً من مدن تركية إلى وجهات سياحية أخرى.

هذا ويتناول الحوار عدداً من المحاور المهمة، فإلى التفاصيل.

** كيف تقرأ احتضان السعودية للقمة الخليجية وزيارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الدول العربية ومشاركته في قمة العشرين بالأرجنتين؟

لا يمكن تحليل نتائج القمة الخليجية بمعزل عن الزيارات الناجحة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات والبحرين ومصر وتونس، ومشاركته الناجحة في قمة العشرين في الأرجنتين.. من الواضح أن طرفي الصراع التركي، ومعه القطري، راهنوا على حصار الأمير محمد بن سلمان سياسياً من خلال الضخ الإعلامي وحديثهم عن مظاهرات مزعومة سوف تواجه الأمير محمد خلال رحلته؛ ولكن سرعان ما تَبَيّن أن الأمير حاصر الحصار وقلَب الطاولة على الجميع في قمة العشرين؛ حتى إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خرج عن البروتوكول من خلال سلامه الحار، وكأنه يعطي رسالة لكل الأطراف -بما فيها التركي- أن هناك علاقة مميزة تربط الزعيمين، وأن السعودية خط أحمر.. اعتقادي الجازم أن هذه الزيارة والاحتضان السعودي للقمة الخليجية؛ هي بمثابة الخطوة الأولى نحو ترميم البيت العربي، بعد التصدع الكبير الذي أصابه بفعل ما يسمى “الربيع العربي”.

** منطقة الشرق الأوسط شهدت حروباً، وانتشاراً للتطرف والإرهاب، ولاجئين، ومخاطر للتقسيم، وانهيارات اقتصادية وسياسية.. هل هناك بوادر حلول لهذه المشاكل المتكررة؟

برغم سواد المشهد العربي بعد ما يسمى “الربيع العربي”، وما شهدناه من حروب وفتنة وتدمير؛ فإن الموجة الأولى من الثورة الإخوانية تم فرملتها في سوريا، والمشروع الآن انحصر في إدلب، وأصبح تحت الرعاية المباشرة لأردوغان وأركان أمنه من جهاز الاستخبارات التركي برئاسة هاكان فيدان، وهنا لا بد من الإشارة إلى ثلاثة عوامل ساهمت في إحباط هذا المشروع؛ الأول تضحيات السوريين ومواجهة الإرهاب، ثانياً التدخل العسكري الروسي في 30 أيلول 2015، وهذا لم يأتي من فراغ؛ بل من قناعة الرئيس فلاديمير بوتين عندما قال في 2012 إن زمن إسقاط الأنظمة بضغطة زر انتهى إلى غير رجعة، وثالثاً الجهد الذي قام به الأمير محمد بن سلمان بضرب المشاريع الفكرية للتنظيمات الإرهابية، والتي كانت تتغذى من بعض المشايخ فكرياً عبر الفتاوى الدينية.

** الحملة الإعلامية القطرية التركية المسعورة تتزايد منذ شهرين ضد السعودية، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان خاصة بعد حادثة مقتل خاشقجي، ما الهدف الحقيقي من ورائها؟

اعتقادي الشخصي أن الحملة لا تنحصر فقط في قطر وتركيا؛ بل تصل إلى الولايات المتحدة وحتى إسرائيل، هذه الأطراف الأربعة، التقت على نقطة واحدة، وهي محاصرة السعودية؛ ولكن كلاً منها له دوافع مختلفة، الرئيس ترامب ومن خلفه الإدارة الأمريكية، يريدون مزيداً من العقود المالية وتخفيض أسعار النفط، وتمرير صفقة القرن خدمة لإسرائيل، وإسرائيل نفسها ترى أن الفرصة قد حانت لتمرير صفقة القرن وفق شروطها؛ خاصة بوجود ترامب في سدة الرئاسة، وفرض التطبيع مع العرب، والرئيس أردوغان يتقاطع مع الأمريكي والإسرائيلي، وهو يريد أولاً تصدير ثورته الإخوانية للعالم العربي، وإشراكه بموضوع الإشراف على مقدسات المسلمين في مكة والمدينة المنورة، وتعزيز دوره في سوريا، وقطر تبحث عن فك عزلتها من خلال التحالف مع تركيا، وهي تريد استعادة دورها في المنطقة، الذي فقدته بفعل عقوبات الأزمة الخليجية.. مما لا شك فيه أن السعودية تقف الآن أمام هذه المشاريع مجتمعة؛ فإن صمدت صمد العرب وفتحوا أفقاً جديداً للأجيال، وإن كُسِرت -لا سمح الله- كُسِر العرب ودخلنا كأمة في المجهول.

** ما السر في تبنى اللوبي الصهيوني -ممثلاً في عدد من أعضاء الكونجرس كغراهام وكروكر وروبيو وغيرهم- حملةً غير منصفة ضد السعودية وقيادتها؟

من يتمعن في هذه الحملة الدولية، يدرك أن الموضوع أكبر من جمال خاشقجي؛ هذه الماكينة الإعلامية والسياسية لا يمكن أن تتحرك بمعزل عن اللوبي الصهيوني في العالم، كما ذكرت سابقاً، السعودية تقف في وجه صفقة القرن، وهي تدفع ثمن وقوفها إلى جانب فلسطين؛ لأنها ترى أن هذا مشروع صفقة القرن هو بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية.. من هنا علينا أن نفهم هذا السر في قيام ليندسي غراهام وماركو روبيو وإيد ماركي وديان فاينستاين، بتقديم اقتراح لمجلس الشيوخ ضد السعودية على خلفية جمال خاشقجي؛ خاصة أن هذه الشخصيات الأربعة قريبة جداً من إسرائيل، وهم يدعمون حركة الاستيطان في الأراضي المحتلة، وهم من أبرز الأعضاء في اللوبي الصهيوني الداعم لإسرائيل في الولايات المتحدة، قناعتي الشخصية أن كلمة السر وصلتهم للقيام بهذه الحملة المسعورة التي ظاهرها جمال خاشقجي وباطنها الضغط على السعودية؛ لتمرير صفقة القرن والتخلي عن الفلسطينين وهذا لن يحدث مطلقاً.

** ما الذي يجمع الرئيس التركي أردوغان وصحيفة “يني شفق” التركية وقناة “الجزيرة” القطرية، وصحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية؟

نحن أمام ماكينة إعلامية متكاملة؛ الأمن التركي يفبرك القصص والأكاذيب، ويكلف جريدة “يني شفق” و”الصباح” بنشرها، ثم تتلقفها قناة “الجزيرة” على الخبر العاجل، وفي اليوم الثاني نرى نفس الخبر على “الواشنطن بوست” مع إضافة بعض الفقرات على نفس الخبر، والذي يعاد نشره على “يني شفق” نقلاً عن الصحافة الأمريكية.. هذا المسلسل التركي ليس بجديد؛ فقد تكرر الأمر في درعا، عندما ابتدعوا قصة الأطفال، فخسرنا درعا والغوطة وحلب، وتهجّر السوريون من بلادهم، ولم نرَ حتى هذه اللحظة الأطفال الذين تحدثوا عنهم.. أضف إلى ذلك قصة الحادث الذي تعرّض له القيادي الفلسطيني محمد دحلان؛ في البداية ادعوْا أنه تعرّض لحادث سير وهو في حالة خطرة، ثم انتقلوا إلى قصة اليخت والاعتداء عليه، ثم تبين أن الرجل كان في موسكو بضيافة ميخائيل بغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وخرج على العربية يكذّب ادعاءات “يني شفق” التي فبركت الخبر والجزيرة التي نقلته، باختصار نحن أمام ماكينة من الفبركة والتضليل المعيب.

** هل فعلاً مشكلة العرب أنهم سكتوا عما حدث في ليبيا، ومصر، وتونس، واليمن وسوريا؛ فدفعوا ثمناً غالياً، والآن يكررون نفس السيناريو مع السعودية؟

قناعتي الشخصية أن العرب لم يقرأوا جيداً وبدقة الحدث التونسي، واعتبر البعض -ونتيجة خلافاتهم الداخلية- أن الأمر لا يعنيهم؛ حتى دُمرت ليبيا واليمن، وحلت الكارثة والمصيبة الكبرى في سوريا؛ فكان التدخل السعودي والإماراتي السريع في مصر؛ فتم إنقاذها في آخر لحظة، ولو لم يحدث هذا الأمر لكنا في وضع خطير يرثى له.

** كيف يمكن إحباط مخططات أردوغان وتنظيم الإخوان الإرهابي الحالية؟

تقديري الشخصي أن الخروج من هذا المأزق يبدأ من خلال ترميم بيت العرب وهو الجامعة العربية، لقد وقع العرب في خطأ كبير في عام 2011 عندما تم إخراج سوريا من جامعة الدول العربية، وقد تصدرت قطر هذه الحملة في حينها، مطلوب اليوم إعادة سوريا إلى الجامعة حتى تلعب الدور المطلوب منها، والعمل على إقامة قاعدة ارتكاز عربي من مصر والسعودية والإمارات وسوريا، وتوثيق العلاقة مع روسيا والصين؛ من خلال توزيع السلال وعدم حصرها في الولايات المتحدة؛ فعودة العلاقات السورية السعودية، والحضور السوري في جامعة الدول العربية؛ سوف يدفع أردوغان لإعادة حساباته السورية والسعودية، كما أنه يسهم في تحقيق التوافق المطلوب في لبنان، ومن الممكن أن يلعب هذا التفاهم دوراً في حل مشاكل المنطقة في اليمن وغيرها؛ لأن القادم على الأمة أخطر بكثير.

** طالبتَ بسحب الاستثمارات السعودية الكبيرة من تركيا وتحويل وجهة السياح السعوديين البالغ عددهم سنوياً حوالى 650 ألف سائح إلى وجهات جديدة؛ فماذا تتوقع أن يحدث؟

الأداء التركي، ومنذ حادثة جمال خاشقجي؛ هو أداء استفزازي. وحديثي عن نقل الاستثمارات السعودية والسياح من تركيا إلى سوريا ولبنان؛ لم يكن من فراغ؛ بل جاء رداً على مداهمة الأمن التركي لمنزل رجل الأعمال السعودي محمد أحمد الفوزان، وكأن أردوغان يقول لنا: إن كل مواطن سعودي هو في دائرة الشبهة والاتهام، وهذا أمر مرفوض منه ومن غيره، من هنا ناشدت أصحاب القرار في المملكة باتخاذ هذه الخطوة حتى يعود لـ”عقله”، أولاً لأن سوريا بحاجة إلى استثمارات بعد هذه الحرب المدمرة التي عصفت بها، ثانياً لأن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية، ثالثاً لأن ما يجمع المملكة العربية السعودية بلبنان وسوريا هو أكثر مما يجمع السعودية مع تركيا، رابعاً لقناعتي أن العرب -وليست السعودية فقط- قد دخلوا في نفق مظلم مع تركيا ولن ينتهي في القريب العاجل، علينا ألا ننسى أن أردوغان فتح حدوده منذ 7 سنوات وأدخل الأموال والسلاح والإرهابيين، وهو الآن يرعى التنظيمات الإرهابية في إدلب، كما أنه يحاول أن يحاصر السعودية سياسياً من خلال قضية جمال خاشقجي، وفي ليبيا أيضاً يحاول أن يتدخل أمنياً وسياسياً، ولا ننسى قواعده في السودان على البحر الأحمر.

المصدر : صحيفة سبق

زر الذهاب إلى الأعلى