محليات

“ابن جنيدل” يصف “عرعر” قبل ٥٠ عامًا: شوارعها منسقة وفيها أسواق ومدارس

على الرغم من أن مدينة عرعر حديثة في نشأتها وعمرانها، إلا أنها سايرت في نموها وتطورها النهضة العمرانية والاجتماعية في المملكة منذ زمن مبكر.

وفي التفاصيل، قال المؤرخ سعد بن جنيدل -رحمه الله- حينما زار المنطقة الشمالية قبل نحو خمسين عامًا، إن مدينة عرعر تقع في سهل فسيح يحف بها “وادي عرعر” من الجنوب وهو وادٍ كبير وشهير، وباسمه سميت هذه المدينة، شوارعها منسقة وبعضها مضاء بالكهرباء ، وبعض بيوتها مبني بالطين، فيها مقر إمارة الحدود الشمالية ودوائر الحكومة، ولها سوق تجاري وفيها دكاكين كثيرة، وفيها مقاهٍ ومطاعم ، وعامة مطاعمها نظيفة، وفيها مدارس للبنين وللبنات في مختلف مراحل التعليم، وهي من البلدان التي سايرت في نموها وتطورها نمو النهضة العمرانية والاجتماعية في المملكة.

وأضاف: وصلنا إليها وقت الظهيرة، وتناولنا طعام الغداء في مطعم نظيف من مطاعمها، ثم ذهبنا إلى المسجد الجامع الكبير وتوضأنا من ماء في جانبه، ثم صلينا فيه الظهر والعصر بعد استراحة قصيرة فيه، كان جامعًا كبيرًا، وبناؤه حديث، ومفروش بالبسط القطنية، وفيه مراوح كهربائية.

وأردف: مدينة عرعر خالية من الزراعة لقلة المياه وصعوبة توفيرها، والكثيرون من سكانها يعملون في التجارة، ومعظم السلع المعروضة في أسواقها من السلع التي يطلبها البدو لأن سوقها تقوم على الاتجار مع قبائل البادية التي تعيش في تلك البلاد.

وتابع: مراعي هذه الأودية من أجود المراعي وأطيبها ولاسيما ضفاف الأودية الفيحاء والفياض الفسيحة، والمنخفضات التي تهبط بين القور والتلال، وكثير منها منخفضات مقعرة مستوية البطون، تستقر فيها السيول وتنمو فيها المراعي الجيدة.

وأكمل المؤرخ “ابن جنيدل”: زرتها قبل رحلتي هذه، كان ذلك في فصل الربيع، وهي معشبة خضراء، تبتسم أزهارها ويمج الندى جثجاثها وعَرارُها، وكم روضة تقع بمنخرق في بطن وادٍ كأنما تلاقت به عطّارة، وتجارها في هذه الأودية.

المصدر : صحيفة سبق

زر الذهاب إلى الأعلى