منوعات

أعلن إلغاء الهجوم لكنه نفذه سرًا .. كيف رد “ترامب” على إسقاط إيران طائرة مسيرة أمريكية؟

على عكس ما يعتقده غالبية المتابعين في العالم، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألغى أو تراجع عن الضربات العسكرية، التي أقرها ضد إيران ردًا على إسقاطها طائرة دون طيار أمريكية فوق مياه مضيق هرمز صباح الخميس الماضي، فالرئيس الأمريكي لم يلغ الضربات على الرغم من أنه أعلن ذلك بنفسه، وإنما غيّر طريقة تنفيذها فحسب.

حيث كان مقررًا أن يجري تنفيذها مساء الخميس من خلال الأسلحة التقليدية، باستخدام الصواريخ الموجهة بالليزر عبر البوارج الحربية الأمريكية الموجودة في مياه الخليج، لتدمير بطاريات صواريخ وأجهزة رادار إيرانية، وبدلا عن ذلك اختار “ترامب” شن الضربات في التوقيت نفسه لكن باستخدام وسائل الحرب السيبرانية ضد نظم تسليح إيرانية، ذات علاقة مباشرة بالحرب غير المعلنة، التي تشنها طهران لإرباك عمليات تصدير النفط في الخليج، وأسفرت حتى الآن عن استهداف ست سفن شحن بألغام بحرية وتوربيدات.

وأوضحت وسائل إعلام أمريكية نطاق وأهداف الهجوم الإلكتروني الأمريكي، فذكرت صحيفة “واشنطن بوست” السبت الماضي:

“أنه استهدف حواسيب إيرانية تستخدم للتحكم في عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف”.

وأوضحت:

“أن الهجوم شنه أفراد من القيادة الإلكترونية الأمريكية واستهدف أنظمة تابعة للحرس الثوري الإيراني”.

وأضافت نقلاً عن اثنين من هؤلاء الأفراد اشترطا عدم كشف اسميهما:

“أن الهجوم كان معدًا منذ أسابيع عقب مهاجمة إيران أربع ناقلات نفط في المياه الاقتصادية للإمارات، وأنه أدى إلى شل نظام القيادة والسيطرة للحرس الثوري، المرتبط بإطلاق الصواريخ والقذائف ومراقبة عبور السفن في مضيق هرمز”.

وتابعت:

“أن الهجوم الإلكتروني على الحرس الثوري يمثل أول عملية للقيادة الإلكترونية الأمريكية منذ ترقيتها إلى قيادة مقاتلة كاملة في مايو الماضي، وهو انعكاس لإستراتيجية جديدة تسمى “الدفاع إلى الأمام” تعمل ضد أعداء الولايات المتحدة على أراضيهم الافتراضية”.

 وأفاد موقع “ياهو نيوز”:

“بأن الهجوم الإلكتروني استهدف أنظمة شبكة تجسس إيرانية مكلفة بمراقبة عبور السفن في مضيق هرمز”.

وعلى الرغم من إنكار إيران نجاح الهجوم الإلكتروني الأمريكي، فإن مسلكها في الاعتراف به أعطى دلائل قوية على أهمية النتائج التي حققها، ففي الوقت الذي جري فيه الهجوم مساء الخميس نجد أن إيران ظلت صامتة قرابة أربعة أيام قبل أن تعترف أمس (الاثنين) بالهجوم على لسان وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي، الذي ادعى أن “الهجوم الإلكتروني الأمريكي لم ينجح ولم تنجم عن خسائر”، وتأخر إيران في الإعلان عن الهجوم يشير إلى أن قادتها وقعوا تحت تأثير صدمة عنيفة سببتها الخسائر الناجمة عنه، فالمنطقي في حال فشل الهجوم أن تسارع إيران إلى إعلان ذلك؛ باعتباره نصرًا لقدراتها الإلكترونية في حماية نظمها الدفاعية، لكن ذلك لم يحدث، وظلت غارقة في الصمت المطبق أربعة أيام.

وتثير إشارة “جهرمي” إلى أن “إيران أحبطت 33 مليون هجوم إلكتروني العام الماضي”، العديد من التساؤلات حول مفهوم الحرب السيبرانية ووسائلها وتكلفتها ومدى خطورتها، ولاسيما مع اتساع نطاقها استخدام أساليب الحرب السيبرانية منذ اعتراف إيران الهجوم الإلكتروني، الذي تعرض له برنامجها النووي عام 2010، والذي استُخدم فيه فيروس أطلق عليه “ستانكست”، اتهمت طهران الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بتخليقه ومهاجمة منشآتها النووية به؛ ما تسبب في إتلاف ستة عشر ألف جهاز حاسوب، بحسب ما أفادت وكالة فارس الإيرانية للأنباء وقتئذٍ، وتعطيل أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

زر الذهاب إلى الأعلى