كل ما تريد أن تعرف عن مرض الفصام
مرض الفصام، مرض عقلي خطير، مصاب به حوالي 1٪ من الأمريكيين. وقد يسمع المصابون به أصواتًا أو يشاهدون مشاهد خيالية أو يعتقدون أن أشخاصًا آخرين يتحكمون في أفكارهم. ويمكن لهذه الأحاسيس أن تخيف المريض وتؤدي إلى سلوكيات غريبة.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج مؤكد، إلا أن العلاجات المتاحة يمكن أن تتعامل مع الأعراض الأكثر خطورة.
وخلافا لسوء الفهم الشعبي، فإن مرض انفصام الشخصية ليس هو نفسه اضطراب الشخصية المتعددة.
الأعراض: تشمل الأعراض
الهلوسة: سماع أو رؤية أشياء وهمية،
الأوهام: اعتقادات خاطئة، كما يمكث المريض في مكان واحد لفترة طويلة جدًا. وبعض العلامات الأخرى تشمل عدم التمتع بالحياة اليومية والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، ما قد يحفز على الإصابة بالاكتئاب.
تأثيره على الأفكار: قد يواجه الأشخاص المصابون بالفصام مشكلة في تنظيم أفكارهم أو إجراء علاقات منطقية، وقد يشعرون أن عقلهم يقفز من فكرة غير مرتبطة إلى أخرى، وفي بعض الأحيان يكون لديهم “فكر الانسحاب”، وهو شعور بأن الأفكار تتم إزالتها من رأسهم، أو “منع التفكير”، عندما ينقطع تدفق الأفكار فجأة.
آثاره على السلوك: ولهذا المرض تأثير كبير في عدة اتجاهات، فقد يتحدث المرضى ولكن بلا معنى، ويبدو عليهم الاضطراب، ولا يبدو عليهم أي تعبيرات، ويواجه الكثيرون منهم صعوبة في الحفاظ على أنفسهم أو على منازلهم نظيفة. وعلى الرغم مما يشاع، فإن خطر قيامهم بارتكاب العنف ضد الآخرين يعد بسيطا.
المعرضون للإصابة به: أي شخص معرض للاصابة بالفصام، فهو شائع بين الرجال والنساء وبين المجموعات العرقية. تبدأ الأعراض عادة بين سن 16 و30 سنة، وقد تظهر الأعراض المبكرة لمدة أسابيع أو شهور أو حتى سنوات قبل أن يظهر عرض الذهان الكامل. وتشير الاحصاءات إلى أن الرجال يصابون به في وقت مبكر عن النساء، ونادراً ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو بعد سن 45.
أسباب المرض: لم يتوصل العلماء لسبب هذا المرض، فقد تكون الأسباب في الجينات أو الأحداث أو الأماكن، وقد يكون له علاقة بمدى فعالية ونشاط بعض مناطق الدماغ، فضلاً عن المشكلات المتعلقة بكيمياء الدماغ مثل الدوبامين والغلوتامات، وقد يكون السبب فقدان بعض الخلايا العصبية في الدماغ.
طريقة تشخيص الأطباء للمرض: لا توجد اختبارات معملية للكشف عن الفصام، لذلك يعتمد الأطباء عادة على التاريخ الطبي للمريض، وفي حال المراهقة يمكن الرجوع لتاريخ العائلة وبعض السلوكيات التي تساعد في الكشف عن بدء أعراض الفصام. الفترة الأولى لبداية الأعراض يمكن أن تستمر لأيام وأسابيع أو حتى سنوات، وأحيانا قد يكون من الصعب تشخيصه لأنه عادة لا يوجد علامة بادئة، لكن يصاحبها بعض السلوكيات الخفية، خاصة في المراهقين مثل الانسحاب من المجموعات الاجتماعية والتعبير عن شكوك غير عادية، ولكن هذا أيضا لا يكفي لتشخيص المرض.
الأدوية المعالجة: يمكن للأدوية أن تقلل أعراض الفصام مثل التفكير غير الطبيعي والهلوسة والأوهام، كما أن البعض يتعرض لآثار جانبية مزعجة، منها الرعشة وزيادة الوزن، وقد تتداخل الأدوية مع أخرى، لكن في معظم الحالات، يكون الدواء ضروريًا.
دور العلاج: يمكن أن تساعد الاستشارة الطبية المرضى على تطوير طرق أفضل للتعرف على سلوكياتهم وأفكارهم ومعالجتها، وتحسين كيفية ارتباطهم بالآخرين، وكلما كان العلاج أسرع كلما كانت النتيجة أفضل. وبالعلاج السلوكي المعرفي يتعلم المرضى اختبار حقيقة أفكارهم والتحكم في أعراض المرض بشكل أفضل، فيما تهدف العلاجات الأخرى إلى تحسين مهارات الرعاية الذاتية والتواصل والعلاقات.
برامج إعادة تأهيل مرضى الفصام تعمل على تعليمهم كيفية القيام بالأشياء اليومية، مثل استخدام وسائل النقل العام، وإدارة الأموال، والتسوق، أو العثور على وظيفة والحفاظ عليها. تعمل هذه البرامج بشكل أفضل عند دمجها في الرعاية المتخصصة والتي تشمل العلاج بالأدوية والخدمات الاجتماعية.
الاستمرار: الأشخاص المصابون بالفصام يتوقفون عن تعاطي أدويتهم بسبب الآثار الجانبية أو عدم فهم مرضهم، ما قد يسبب ظهور أعراض خطيرة، قد تؤدي إلى نوبة ذهانية (حيث يفقد الشخص علاقته بالواقع). يمكن أن تساعد المشورة المنتظمة المرضى على الالتزام بالعلاج وتجنب الانتكاس أو دخول المستشفى.
التحديات في العمل: يعاني الأشخاص المصابون بالفصام في كثير من الأحيان من صعوبة في العثور على وظيفة أو الاحتفاظ بها. السبب جزئيا أن المرض يؤثر على التفكير والتركيز والتواصل، لكنه الحقيقة أن الأعراض تبدأ في سن الرشد، عندما يبدأ كثير من الناس حياتهم المهنية. يمكن أن يساعد إعادة التأهيل المهني المرضى على تطوير مهاراتهم الوظيفية العملية.
المريض شخص نحبه: يمكن أن تكون تكوين العلاقات صعبة للمرضى بالفصام، لكن قد تحافظ أفكارهم وسلوكياتهم غير المعتادة على الأصدقاء وزملاء العمل وأفراد العائلة. العلاج يمكن أن يساعدهم على تكوين العلاقات وحمايتها. إذا كنت قريبًا من شخص مصاب بالمرض، فكر في الانضمام إلى مجموعة دعم أو الحصول على المشورة بنفسك، حتى يمكنك مساعدته.
الفصام والمخدرات: الأشخاص الذين يعانون من مرض الفصام أكثر عرضة بكثير من غيرهم من الناس لتعاطي الكحول أو المخدرات، وقد تجعل بعضها كالماريجوانا والكوكايين، الأعراض أسوأ، كما أن تعاطي المخدرات يتداخل أيضا مع الأدوية.
الاستشارة قبل الحمل: يجب على النساء المصابات بالمرض ممن يعتزمن الحمل أن يتحدثن مع أطبائهن للتأكد من أن الأدوية التي يتناولنها لن تضر الحمل، كما أن الدراسات التي أجريت على سلامة أدوية الفصام أثناء الحمل تعتبر مشجعة. ورغم عدم وجود روابط محددة بين أدوية الفصام والعيوب الخلقية أو مضاعفات الحمل الخطيرة، فمن المهم استشارة طبيبك أولاً.