نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالاً للكاتب “كارلوت قيل”، هاجم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي بالغ في تناول قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي؛ من خلال تعمّد نشر التسريبات الإعلامية الملفقة ضد السعودية؛ في محاولة لكسب قضية أكبر.
وقال الكاتب:
“إن قضية حرية الصحافة أو انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا لا تزال مفتوحة، وإن استخدام أردوغان لقضية خاشقجي باسم تحقيق العدالة حيّر أغلب الشعب التركي؛ لا سيما بعد سجن واعتقال عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك في حملة قمع حكومية، بعد محاولة الانقلاب في عام 2016”.
وتابع:
“التكتيكات التي استخدمها أردوغان ضد السعوديين، هي نفس الأساليب التي أتقنها ضد الأعداء السياسيين في الداخل، وهي التسريبات الإعلامية التي وُزعت من قِبَل مصادر حكومية، وأبلغت عنها وكالات أنباء وقنوات حليفة له!! ثم يستشهد بها بعد ذلك لتدمير معارضيه؛ حتى أصبح هذا النهج عنصراً رئيسياً في ترسانة الرئيس أردوغان لنشر الترهيب وقمع المعارضة، وقد استخدمها ضد السعوديين بكثافة”.
وأضاف:
“أتمنى فقط أن نعي أن هذه الأساليب الدنيئة ألحقت الضرر بمواطني الجمهورية التركية والسلطة القضائية في تركيا؛ حيث تم اعتقال وسجن أكثر من 100.000 شخص خلال حالة الطوارئ لمدة عامين؛ بما في ذلك الأكاديميين، والمحامين، والصحفيين وسياسيي المعارضة الذين ليس لديهم صلة واضحة بمحاولة الانقلاب، ولا يزالون مسجونين بعد عامين ونصف من الانقلاب؛ وفقاً لأرقام نشرتها منظمة العفو الدولية التي قالت: “إن مشهد حقوق الإنسان في تركيا مهجور، وهو مشهد يتسم بالاعتقالات الجماعية والمحاكمات والترهيب وإسكات المجتمع المدني المستقل”، كما كتبت لجنة حماية الصحفيين في تقريرها السنوي: “تظل تركيا أسوأ سجان في العالم للعام الثاني على التوالي؛ حيث يوجد 73 صحفياً وراء القضبان، مقارنة بـ81 سجيناً في العام الماضي، وما زال العشرات يواجهون المحاكمة، والاعتقالات الجديدة تتم بانتظام. وفي تركيا لا يزال الكثيرون يخشون التعبير عن أي انتقاد لأردوغان علناً؛ وخاصة الصحافيين، الذين أثارهم اهتمامه المبالغ فيه بقضية خاشقجي”.
زر الذهاب إلى الأعلى