محليات

جناح “مجمع الشارقة” بـ”كتاب الرياض” يضم كتابًا واحدًا لكنه يهم كل أبناء اللغة العربية

لعل جناح مجمع اللغة العربية بالشارقة المشارك في معرض الرياض للكتاب، هو أقل أجنحة المعرض احتواء على الكتب عددًا وليس نوعًا، فعدديًا الجناح لا يضم سوى كتاب واحد هو “المعجم التاريخي للغة العربية” بأجزائه الـ 32، ولا يضم كتبًا أخرى، وأما نوعيًا، فالمعجم عمل موسوعي يُعد الأول من نوعه في تاريخ العرب؛ لأنه يُؤرخ لاستخدامات كلمات ومفردات اللغة العربية على مدار 17 قرنًا، وأهمية المعجم من هذه الناحية تجعل منه وعاءً معرفيًا لا غنى عنه لكل الناطقين باللغة العربية من أبنائها وغير أبنائها، وخصوصًا الباحثين اللغويين، والكتّاب، والمثقفين، وطلاب العلم.

وأوضح مدير جناح مجمع اللغة العربية بالشارقة في المعرض الدكتور مصطفى بن عاشور، أن معجم تاريخ اللغة العربية يوثق الاستخدام التاريخي لدلالات كلمات اللغة العربية، مضيفًا أن المعجم يؤرخ للكلمات والألفاظ التي كانت مستعملة ورائجة في كل عصر من عصور العرب، والدلالات والمعاني، التي كانت تستخدم لكل كلمة ومفردة على حدة في كل عصر من العصور.

وبيّن “ابن عاشور” أن المعجم جمع مفردات لغوية ومصطلحات متعددة في جميع مجالات المعرفة وفروعها مثل، الطب والفيزياء، ويتكون في المرحلة الحالية من 36 مجلدًا من الهمزة إلى الذال، وبعد شهر من الآن سيزيد المعجم إلى الضعف أو أقل منه بقليل، ومن المقرر أن ينجز بالكامل العام المقبل وحينها سيضم ملايين المفردات اللغوية، لافتًا إلى أن المعجم يوفر إمكانية لتوليد أعمال ومشروعات لغوية ضخمة في العصور المقبلة.

وأفاد بأن المعجم نتاج عمل 10 مجامع لغوية، ويضم مشروعه ما يزيد على 350 عالمًا، وأن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة هو المشرف الأول على المعجم، مضيفًا أن المعجم يستهدف العلماء والباحثين والكتّاب وطلاب العلم وكل الناطقين باللغة العربية من أبنائها وغيرهم.

ولطالما كان إعداد معجم يؤرخ لكلمات اللغة العربية، هدفًا للمؤسسات، التي تُعنى بلغة الضاد منذ نشأة المعاجم اللغوية في الدول العربية، فبعد إنشاء مجمع اللغة العربية في القاهرة عام 1932، قرر أعضاء المجمع إعداد معجم تاريخي للغة العربية، وبعد 4 سنوات شكل المجمع لجنة لإعداد المشروع تحت إشراف المستشرق الألماني فيشر أوجست، لكنها توقفت عن العمل بعد فترة بسبب الحرب، وفي عام 1972 تأسس اتحاد المجامع اللغوية برئاسة الدكتور طه حسين، وتولى الاتحاد إعداد مشروع المعجم التاريخي للغة العربية لكن المشروع تعثر مرة ثانية، وفي عام 2006 تعهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بتكلفة الإنفاق على المشروع عبر مظلة اتحاد المجامع اللغوية في القاهرة، وفي عام 2016 أنشأ حاكم الشارقة مجمع اللغة العربية وأسند إليه متابعة المشروع، وفي 2019، بدأ التحرير المعجمي في المجامع المشاركة بواقع 300 عالم وباحث لغوي.

المصدر sabq.org

زر الذهاب إلى الأعلى