محليات

“القرعاوي” فقيد اليوم الوطني.. رفع الراية عن الأرض فارتفعت روحه للسماء

روى لـ”سبق” والد الشاب علي بن خالد العلي القرعاوي قصة وفاته في اليوم الوطني بمحافظة عنيزة ، مشيراً أن الفقيد ترجّلَ من مركبته لرفع راية التوحيد من وسط الطريق لتصطدم به سيارة يقودها مواطن ، وترتفع روحه إلى السماء وجسده ملتفاً بالعلم الأخضر.

وقال “خالد القرعاوي” أن نجله علي “26 عاماً” خرج من المنزل في الساعة الواحدة منتصف ليل السبت في أثناء احتفالات المواطنين بيوم المملكة المجيد ، وكان يعلو مركبته علماً ضخماً بمقاس 3 أمتار ، وبرفقته إثنين من أصدقائه ، وعندما سلك طريق الملك عبدالله في عنيزة بدأت الراية ترفرف بقوة حتى سقطت من المركبة .

وأضاف ، عاد الابن”علي” للبحث عن قطعة القماش في الظلام وسط مطالبة صديقه بعدم البحث ، إلا أنه أصر بضرورة العثور عليه ورفعه من الأرض لوجود الشهادة ولفظ الجلاله، وحُرمة بقاءه في الطريق تدوسه المركبات والأقدام .

وتابع الأب “خالد القرعاوي” بحسره ، “رفع ابني العلم من الأرض ، وسار به خطوتين ثم التفّ القماش على جسده ورأسه جرّاء الرياح ، وبدأ في تحرير نفسه منه سعياً للهروب من الموقع تحسباً لقدوم المركبات ، وفي هذه الأثناء قدمت سيارة واصطدمت به أمام صديقيه، بسبب ضعف الرؤية في الموقع ، وتم استدعاء سيارة الإسعاف وفي الطريق للمستشفى وبالتحديد الثانية صباحاً لفظ أنفاسه الأخيرة لبارئها”.

وقال : وردنا اتصال بوقوع الحادث ، وتوجهنا بمعية والدته للمستشفى وهناك جاء الخبر الصادم برحيله إلى الرفيق الأعلى ، ومما خفف المصيبة علينا قصة وفاته وإصراره على رفع العلم.

وكشف والد ضحية اليوم الوطني أنه سارع في نفس الليلة بإطلاق سراح الموقوف صاحب السيارة الأخرى والعفو عنه حول كل ما يترتب عليه الحادث.

كما كشف خالد العلي القرعاوي جوانب من حياة نجله الراحل مشيراً أنه يتمتع بأخلاق عالية وصداقات واسعه مع الكل ، خدوماً لوالديه ،عطوفاً على شقيقتيه ، محافظاً على صلاته ، واصلاً لرحمه ، مهتماً بتربية الحيوانات الأليفة ، يدرس في الصباح بالجامعة ، ويعمل مساءً بقطاع خاص ، وكان على بُعد أسبوع واحد من الانتقال لوظيفته الجديدة بمدينة الرياض .

ويختتم الوالد الموجوع حديثه عن ابنه “علي” أنه رحل في سبيل تنزيه العَلَم لا امتهانه ، بصفته بيرق يضم الشهادة ، ورمزاً وشعاراً للدولة ،احترمته القيادة وخصصت له يوماً خالداً ، ورحل في خضم حب الوطن والولاء له ، والإخلاص لحكومته .

المصدر sabq.org

زر الذهاب إلى الأعلى